هل تتجه أسعار النفط العالمية نحو حد أدنى عند 50 دولارًا؟

وفقًا لوكالة الطاقة الدولية (IEA)، من المتوقع أن يتجاوز العرض العالمي للنفط نمو الطلب بفارق كبير في عامي 2025 و2026، مما يرفع احتمال وجود فائض بملايين البراميل يوميًا. انخفض خام برنت بالفعل إلى أقل من 66 دولارًا للبرميل، مع قرب خام غرب تكساس الوسيط (WTI) من 62 دولارًا - مستويات لم تُشهد منذ أكثر من شهرين.
يجمع هذا بين الإنتاج القياسي في الولايات المتحدة، وزيادات إنتاج أوبك+ الأسرع من المتوقع، وتوقعات الطلب الأضعف، مما يخلق بيئة فائضة في العرض قد تدفع الأسعار نحو حد أدنى عند 50 دولارًا للبرميل ما لم تؤدِ اضطرابات جيوسياسية كبيرة إلى تشديد السوق.
النقاط الرئيسية
- إنتاج نفط أمريكي قياسي يبلغ 21 مليون برميل يوميًا في 2025 على الرغم من انخفاض عدد الحفارات، مدفوعًا بكفاءة وتقنية الصخر الزيتي.
- أوبك+ ترفع الإنتاج مبكرًا، مضيفة المزيد من البراميل إلى السوق إلى جانب نمو قوي من الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وجويانا.
- توقعات نمو الطلب من وكالة الطاقة الدولية لعامي 2025 و2026 أقل من نصف توقعات أوبك، عند +0.68 مليون و+0.70 مليون برميل يوميًا، مشيرة إلى ضعف ثقة المستهلك.
- توقع فائض في 2026 يقارب 3 ملايين برميل يوميًا - أكبر من فائض فترة الجائحة - قد يضغط على الأسعار إلى نطاق الخمسينيات.
- المخاطر الصعودية قصيرة الأجل تشمل العقوبات على روسيا وإيران وتخزين الصين للطاقة.
- الحالة الأساسية لدى Goldman Sachs ترى برنت بمتوسط 64 دولارًا في الربع الرابع من 2025 و56 دولارًا في 2026.
زيادات إنتاج أوبك تغمر السوق
عدل تقرير وكالة الطاقة الدولية الشهري لشهر أغسطس 2025 توقعات نمو العرض العالمي للنفط إلى الأعلى: +2.5 مليون برميل يوميًا في 2025 (بدلاً من +2.1 مليون) و+1.9 مليون برميل يوميًا في 2026.\
وهذا مدفوع بقوتين رئيسيتين:
- كما ذكرت رويترز، زيادة إنتاج أوبك+ بعد قرار فك تخفيضات الإنتاج الأخيرة أسرع من المخطط.
- نمو غير أوبك بقيادة الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وجويانا.
في الولايات المتحدة، شهد إنتاج سوائل النفط نموًا غير مسبوق. تم تحقيق هذا النمو مع وجود 50% أقل من فرق التكسير الهيدروليكي مقارنة بعام 2022، بفضل الحفر الممتد، وتسريع إكمال الآبار، واستغلال الآبار المحفورة ولكن غير المكتملة (DUCs).
وكالة الطاقة الدولية تقول إن نمو الطلب على النفط يتباطأ
تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب على النفط بمقدار 680,000 برميل يوميًا فقط في 2025 و700,000 برميل يوميًا في 2026 - أي أقل بمقدار 20,000 برميل يوميًا عن توقعاتها السابقة. يتركز الضعف في الاقتصادات الكبرى حيث لا تزال ثقة المستهلك منخفضة.
ومع ذلك، تتوقع أوبك نمو الطلب في 2025 بنحو الضعف عند +1.29 مليون برميل يوميًا، مما يخلق تباينًا واضحًا في توقعات السوق. يعكس موقف وكالة الطاقة الدولية الأكثر تحفظًا افتراضها بتحول أسرع نحو مصادر الطاقة المتجددة، بينما ترى أوبك استمرار الطلب القوي على وقود النقل في الأسواق الناشئة.
تحذير من فائض 2026
تتوقع وكالة الطاقة الدولية فائضًا محتملاً في العرض يقارب 3 ملايين برميل يوميًا في 2026، مدفوعًا بشكل رئيسي بنمو غير أوبك. وهذا سيتجاوز فائض فترة الجائحة في 2020، الذي أدى إلى انهيار الأسعار.
يعكس انخفاض برنت إلى أقل من 66 دولارًا وانخفاض WTI إلى 62 دولارًا هذا الأسبوع قلق المستثمرين من أن السوق قد لا تمتص النفط الإضافي حتى مع تشغيل مصافي قياسية - متوقع أن تصل إلى 85.6 مليون برميل يوميًا في أغسطس.


الجغرافيا السياسية قد تبطئ الهبوط
تظل المخاطر السياسية عاملًا غير مؤكد:
- العقوبات على روسيا وإيران قد تقيد الإنتاج من ثالث وخامس أكبر منتجين في العالم.
- تخزين الصين للطاقة استوعب فائض البراميل في وقت سابق من هذا العام.
- محادثات ترامب - بوتين - أوكرانيا قد تخلق مزيدًا من التقلبات إذا استهدفت إجراءات جديدة صادرات روسيا.
ترى Goldman Sachs أن هذه العوامل قد تدعم الأسعار على المدى القصير لكنها تتوقع أن يبلغ متوسط برنت 64 دولارًا في الربع الرابع من 2025 قبل أن ينخفض إلى 56 دولارًا في 2026.
تأثير السوق وسيناريوهات الأسعار
إذا تحقق الفائض المتوقع وفشل الطلب في التسارع، قد يختبر برنت نطاق 50–55 دولارًا في 2026، وفقًا للمحللين. ومع ذلك، قد تحافظ تخفيضات العرض غير المتوقعة أو الاضطرابات الجيوسياسية على الأسعار فوق 60 دولارًا.
في الوقت الحالي، يميل توازن المخاطر نحو انخفاض الأسعار مع استمرار نمو العرض في تجاوز الطلب.
التحليل الفني لأسعار النفط
في وقت كتابة هذا التقرير، تنخفض أسعار النفط بالقرب من مستوى دعم مهم - مما يشير إلى احتمال حدوث ارتداد سعري إذا لامست الأسعار مستوى الدعم عند 61.45 دولارًا. ومع ذلك، تظهر أشرطة الحجم أن البائعين يقاومون بقوة ضغط الشراء - مما يشير إلى احتمال حدوث هبوط ما لم يستعد المشترون زخمًا. إذا تجاهل المشترون الأخبار، قد تشهد الأسعار ارتفاعًا كبيرًا مع مستويات مقاومة عند 70.00 و75.00 دولارًا.

تداعيات الاستثمار
بالنسبة للمتداولين ومديري المحافظ، يشير إعداد سوق النفط الحالي إلى مخاطر متزايدة لهبوط الأسعار على المدى المتوسط، مع ميل واضح نحو تحرك الأسعار إلى نطاق 50–55 دولارًا في 2026 إذا تحقق الفائض المتوقع.
- قد تفضل الاستراتيجيات قصيرة الأجل الشراء التكتيكي بالقرب من مستويات الدعم القوية مثل 61.45 دولارًا إذا وفرت العناوين الجيوسياسية أو العقوبات دفعات سعرية مؤقتة.
- يجب أن تأخذ المراكز متوسطة الأجل في الاعتبار توقعات الطلب المتشائمة لوكالة الطاقة الدولية وإمكانية استمرار الفائض، مما قد يحد من الارتفاعات دون 70–75 دولارًا.
- قد تتفوق الأسهم المرتبطة بالصخر الزيتي الأمريكي والمنتجين منخفضي التكلفة بسبب كفاءتهم ومرونتهم، بينما قد تواجه المشاريع البحرية الأعلى تكلفة ضغوطًا على الهوامش.
قد تظل شركات التكرير مربحة نظرًا لأحجام المعالجة القياسية، حتى لو ضعفت أسعار الخام أكثر.
تداول تحركات النفط القادمة مع حساب Deriv MT5 اليوم.
الأسئلة المتكررة
لماذا قد تنخفض أسعار النفط إلى 50 دولارًا؟
لأن العرض العالمي يرتفع بمعدل يقارب أربعة أضعاف الطلب، مما يخلق فائضًا كبيرًا قد يضغط الأسعار إلى نطاق الخمسينيات.
أي الدول تقود نمو العرض؟
الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وجويانا تقود نمو غير أوبك، بينما تضيف أوبك+ براميل أسرع من المخطط الأولي.
ما الذي قد يمنع الانخفاض إلى 50 دولارًا؟
العقوبات على المنتجين الرئيسيين، تخزين الصين، أو انتعاش الطلب غير المتوقع قد يشدد السوق ويحافظ على الأسعار فوق 60 دولارًا.
كيف يتناسب نشاط التكرير مع هذا؟
تشغيل المصافي عند مستويات قياسية، لكنها لن تكون كافية لامتصاص الفائض المتوقع إذا استمر تسارع إمدادات الخام.
إخلاء المسؤولية:
الأرقام المتعلقة بالأداء المذكورة ليست ضمانًا للأداء المستقبلي.